فتاوى معالي الشيخ صالح الفوزان حفظه الله حول توسعة المسعى

Friday, May 23, 2008

3/5/1429 الصفا والمروة من شعائر الله وشعائر الله لا تغير

الصفا والمروة من شعائر الله وشعائر الله لا تغير
3/5/1429

العلامة صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء

قال صلى الله عليه وسلم:

( الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ).

وقد قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ

فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ}البقرة158

ومعنى {يَطَّوَّفَ بِهِمَا}البقرة158 يسعى بينهما

كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك

فقد خرج إلى الصفا من بابه وقرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ}البقرة158

ثم قال: (أبدأ بما بدأ الله به) وفي رواية : (ابدءوا بما بدأ الله به) .

ثم رقى على الصفا حتى رأى الكعبة ثم نزل ومشى إلى المروة وصعد عليها حتى رأى البيت

ثم نزل ومشى إلى الصفا حتى أكمل سبعة أشواط.

وقال: (خذوا عني مناسككم)

وتوارث المسلمون ذلك جيلا عن جيل يسعون بين الصفا والمروة .

والبينية تقتضي أن لا يخرج عما بينهما في السعي

لأن من خرج عنهما لا يعتبر ساعياً بين الصفا والمروة

وهي قضية تعبدية لا دخل للرأي فيها

ولذلك حافظت أجيال المسلمين على مكان المسعى بين الصفا والمروة

رغم التوسعات التي مر بها المسجد الحرام

لم يجرؤ أحد من ولاة أمور المسلمين على الزيادة في مساحة المسعى عما كان موجوداً ومتعارفاً.

حتى قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية رحمه الله

:

وبالنظر لكون الصفا شرعاً هو الصخرات الملساء التي تقع في سفح جبل أبي قبيس.

ولكون الصخرات المذكورة لا تزال موجودة الآن

وبادية للعيان

ولكون العقود الثلاثة القديمة لم تستوعب كامل الصخرات عرضاً

فقد رأت اللجنة (أي المُشَكَّلة للنظر في المسعى)

أنه لا مانع من توسيع المصعد المذكور بقدر عرض الصفا.

وقال رحمه الله

:

وبعد تأمل الاقتراح المذكور

(والاقتراح المذكور

هو

تكسير صخر الصفا والمروة على ما هو عليه أولاً

ليتيسر حصول السعي في العربات على استكمال السعي بين الصفا والمروة)

قال رحمه الله

:

يسعنا ما وسع من قبلنا في ذلك .

ولو فتحت أبواب الاقتراحات في المشاعر لأدى ذلك إلى أن تكون في المستقبل مسرحاً للاجتهادات

ونافذة يولج منها لتغيير المشاعر وأحكام الحج

انتهى من مجموع فتاوى الشيخ محمد (5/148، 146)

أقول رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته على محافظته على هذا المشعر

الذي قال الله فيه: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ}البقرة158

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ}المائدة2

قال الإمام ابن كثير رحمه الله

:

قال ابن عباس يعني بذلك مناسب الحج.

وقال مجاهد: الصفا والمروة والهدي والبدن من شعائر الله.

انتهى الجزء الثالث صفحة (9)

وقال الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار (2/43-44):

الصفا والمروة جبلان أو على جبلين بمكة والمسافة بينهما 760 ذراعاً ونصف والصفا تجاه البيت الحرام.

وقد علتهما المباني وصار ما بينهما سوقاً –

إلى أن قال:

وهذا النوع يوقف فيه عند نص ما شرعه الله تعالى لا يزاد فيه ولا ينقص منه ولا يقاس عليه ولا يؤخذ فيه برأي أحد ولا باجتهاده.

إذ لو أبيح للناس الزيادة في شعائر الدين باجتهادهم في عموم لفظ أو قياس

لأمكن أن تصير شعائر الإسلام أضعاف ما كانت عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

حتى لا يفرق أكثر الناس بين الأصل المشترع والدخيل المبتدع

انتهى.

##

قال الإمام الشوكاني في فتح القدير: (1/139)

والشعائر جمع شعيرة وهي العلامة

أي من أعلام مناسكه والمراد بها موضع العبادة التي أشعرها الله أعلاماً من الموقف والمسعى والمنحر انتهى.

##

وقال ابن عطية في تفسيره (2/73): ((إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)) . معناه من معالمه ومواضع عبادته انتهى.

##

وقال الإمام البغوي في تفسيره: (1/132)

وإنما عنى بهما الجبلين المعروفين بمكة في طرفي المسعى

ولذلك أدخل فيهما الألف واللام

وشعائر الله أ علام دينه أصلها من الإشعار

وهو الإعلام واحدتها شعيرة

وكل ما كان معلماً لقربات يتقرب به إلى الله من صلاة ودعاء وذبيحة فهو شعيرة

فالمطاف والموقف والنحر كلها شعائر لله.

ومثلها المشاعر والمراد بالمشاعر ههنا المناسك التي جعلها الله أعلاماً لطاعته. فالصفا والمروة منها – انتهى.

##

وقد تبين من هذه النقول

أن معنى كون الصفا والمروة من شعائر الله أنهما علمان على بداية الشوط في السعي ونهايته

ويكون السعي بينهما ذهاباً وإياباً فما خرج عن محاذاتهما من السعي

فإنه لا يصح كما أن من تعداهما بداية ونهاية فقد زاد في السعي.

إذاً فالسعي محصور فيما بينهما يبدأ كل شوط من الصفا ويختم بالمروة والصفا والمروة محددان مرتفعان

يصعد عليهما وينزل منهما أثناء السعي

ولذلك كان عمل المسلمين في المسعى التقيد بمساحة المسعى طولاً وعرضاً فيما بين الصفا والمروة

وما خرج عنهما فليس من المسعى

فلا تجوز الزيادة في مساحة المسعى عما بين الصفا والمروة طولاً وعرضاً.

ولم يجرؤ أحد على الزيادة على ذلك عبر التأريخ

حتى في عصر الجاهلية.

كما لا تجوز الزيادة في مساحة منى ومزدلفة وعرفات خارج حدودها .

لأن الزيادة في ذلك من تغيير شعائر الله التي حددها لعباده

وأخبر أن تعظيمها والتقييد بها من تقوى القلوب

فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ))

وذلك بالزيادة فيها أو النقص منها أو الاستهانة بها

ومن ذلك الصفا والمروة فلا تجوز الزيادة على ما هو موجود وبارز منهما ومتوارث عبر القرون.

فالحفر لأجل البحث عن زيادة على الموجود تنقيب وتكلف لم يأمر الله به

ولا رسوله

ثم إن المطمور تحت الأرض لا يمكن إلحاقه بالمشعر البارز من غير دليل من كتاب ولا سنة

ثم هو لا يأخذ حكم المعلم والمشعر البارز من حيث الصعود عليه

والنزول منه

كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم

بل هو إما أن يبقى على حاله منخفضاً ينزل إليه ويصعد منه

وهذا عكس المشروع

وإما أن يبنى فوقه بناء يساويه بالمشعر وهذا البناء لا يأخذ حكم المشعر

وما بين البناءين لا يأخذ حكم المسعى.

##

##

وأما الذين أفتوا بأن الزيادة لها حكم المسعى فلم يعتمدوا على شيء.

وقد اختلفوا في مستنداتهم

فمنهم من يقول إن المسألة خلافية ولولي الأمر أن يختار ما يرى فيه المصلحة

فنقول لهم

:

متى حدث الخلاف ؟؟!!

إنه لم يعرف في المسألة خلاف إلا قريباً

ولم يعتمد المخالف على مستند صحيح

وأيضاً مسألة المسعى مسألة تعبدية ليست محل اجتهاد ونظر

فالمشاعر توقيفيه

لا مسرح للاجتهاد فيها.

وقولهم إن التوسعة ضرورية لشدة الزحام.

نقول لهم

:

التوسعة تكون أفقية بزيادة الأدوار فوق المسعى

كالأدوار فوق الجمرات كما رأت ذلك اللجنة العلمية برئاسة الشيخ محمد بن إبراهيم وكما في قرار هيئة كبار العلماء. لأن الهواء يحكي القرار.
والذين شهدوا على امتداد الصفا والمروة

شهادتهم مخالفة للواقع المشاهد

ومخالفة لما درج عليه المسلمون من اعتبار المسعى محصوراً فيما بين الصفا والمروة البارزين

فلو علموا أن هناك زيادة لأدخلوها فيه لأنه لا يجوز انتقاص أرض المشاعر

ولا الزيادة فيها لأن هذا يتنافى مع حرمتها

وعليه

فلا تجوز الزيادة في مساحة المسعى.

وولي الأمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ممن يعظم شعائر الله ويحميها.

وكما قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله:

يسعنا ما وسع من قبلنا ولا تكون المشاعر مسرحاً للاجتهادات والنظر

ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.

والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.


9 ربيع الآخر 1429 هـ ــ القول على الله بغير علم عديل الشرك

القول على الله بغير علم عديل الشرك
!!!!
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

قال الله تعالى : قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا
بِاللهِ مَا لَمْ يُنَـزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لا تَعْلَمُونَ .


جعل سبحانه القول عليه بغير علم فوق الشرك ،


وهذا عام في القول عليه بغير علم أي بغير دليل من الكتاب والسنة في أصول الدين وفي فروعه ،


ونص على القول عليه بغير علم في التحليل والتحريم ،

فقال سبحانه : وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ

إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ . مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ .

فإذا كان الله قد توعد الذين يحللون ويحرمون بغير دليل بالعذاب الأليم وعدم الفلاح ؛


فكيف بالذين يقولون عليه بغير علم في العبادات ومكانها وزمانها اللذين حددهما الله لها .


والعبادة كما هو معلوم


توقيفية في كيفيتها وفي زمانها ومكانها ،


فمن شرع فيها شيئًا لم يأذن الله به فهو داخل في قوله تعالى


:

أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ .


فجعل سبحانه من شرع للناس شيئًا من الدين لم يشرعه الله شريكًا له في تشريعه ، ومن أطاعه في ذلك فهو مشرك بالله تعالى شرك الطاعة .


وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) .


لأنه - صلى الله عليه وسلم - قد بين للناس ما شرعه الله وحدده متبعًا بذلك ما حدده الله له .وقال سبحانه
: وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ .

وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ .وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ .

وفي حدود الله الأمكنة التي جعلها الله أمكنة لعبادته ؛ فلا يجوز تقديمها بزيادة أو نقصان ، وهي شعائر ومشاعر عبادته : وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ .ومن شعائر الله الصفا والمروة والسعي بينهما في حج أو عمرة تعبد الله سبحانه .


قال تعالى : إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ .وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - كيفية السعي ومكانه لأمته ، وقال : ( خذوا عني مناسككم ) .

فرقى على الصفا حتى رأى البيت وهلل الله وكبره ودعا ، ثم نزل ماشيًا متجهًا إلى المروة وسعى في بطن الوادي ، ثم مشى حتى وصل إلى المروة فصعد عليها ،


وقال ما قاله على الصفا .فعل ذلك سبع مرات يبدأ بالصفا ويختم بالمروة .والصفا : هو الطرف المرتفع من جبل أبي قبيس .والمروة : هي الطرف المرتفع من جبل قيعقعان .

و


قد توارث المسلمون هذا المكان الذي سعى فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يسعون فيه .


وأقاموا على جنبيه المباني من بيوت ودكاكين


حتى أزيلت تلك المباني في توسعة المسجد الحرام في عهد الملك سعود - رحمه الله - ،
وأقيم جداران على حدود المسعى شرقًا وغربًا فيهما أبواب وفتحات وشبابيك ،
وأقيم فوق المسعى دور ثان لأجل التوسعة على الساعين ،
وكان ذلك بإشراف لجنة علمية من خيرة العلماء والمؤرخين وأهل الخبرة
برئاسة سماحة الشيخ : محمد بن إبراهيم - رحمة الله على الجميع - ، واستقر الأمر على هذا من غير
منازع .


وفي عهد خادم الحرمين : الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ، فكر في الزيادة في مساحة المسعى للتوسعة على الحجاج والمعتمرين ، فاستشار ( هيئة كبار العلماء ) ،
فصدر القرار بإكمال ما رآه العلماء في عهد الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - من زيادة الأدوار فوق المسعى ،
ولكن ظهر من يرى أن الزيادة تكون في مساحة المسعى من جهة الشرق لا في أدواره
وهم فريقان :فريق يقول :
إن طرف الصفا والمروة لم يستكملا ؛ فلهما بقية تحت الأرض ؛


فيجب أن تلحق هذه البقية بهما ويوسع المسعى تبعا لهذه البقية .


و

الجواب عن ذلك

أن نقول

:
لماذا ترك المسلمون في مختلف العصور هذه البقية وبنو البيوت والدكاكين في هذا المكان ؟


هل يليق بالمسلمين أن يستحلوا المشعر ويختزلوه من المسعى لمصالحهم الخاصة ؟


وأيضًا الصفا والمروة مرتفعان يصعد عليهما بدرج


كما ذكر المؤرخون ،
وكما صعد عليهما النبي - صلى الله عليه وسلم – وأصحابه والزيادة المزعومة منخفضة لم يعثر عليها إلا بالحفر والتكلف .

!!!!!!!!!!!

وأيضًا من يجزم بأن هذه الزيادة من الصفا والمروة
ولم لا تكون من الجبلين الممتدين ،
والسعي ليس بين الجبلين وإنما هو بين الصفا والمروة .والفريق الثاني :
ممن يرون الزيادة في مساحة المسعى
يقولون :
إن الضرورة تدعو إلى هذه الزيادة لشدة الزحام وخشية الخطر ،
والجواب عن ذلك بأمرين :الأمر الأول : أن العبادات توقيفية لا مجال للاجتهاد فيها ،

فلا يزاد في مكان العبادة الذي حدده الله لها ، ومكان السعي بين الصفا والمروة كما أن مكان الطواف هو بالبيت العتيق .


الأمر الثاني :
أن الزحام يزال بزيادة الأدوار

كما أفتى بذلك كبار العلماء ،

لأن الهواء يحكي القرار .


هذا ما أردت بيانه نصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم :


إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

كتبه : د. صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء ، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء

9 ربيع الآخر 1429 هـ

[[]] [[]] ### [[]] [[]]

2 ربيع الثاني 1429 هـ ــ حول توسعة المسعى

وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حول توسعة المسعى
معلوم أن المشاعر لا يجوز الزيادة فيها ولا النقص
قال تعالى : ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
)) والصفا والمروة من شعائر الله قال تعالى:
(( إن الصفا والمروة من شعائر الله((
والمسعى بين الصفا والمروة توارثه المسلمون من عهد إبراهيم عليه السلام
وأجمعوا عليه كما هو عليه الآن.
1-
فهل هذه الزيادة كانت قد انتقصت من المسعى
والمسلمون في مختلف العصور تواطئوا على هذا الانتقاص
فيلزم من ذلك تضليل الأمة.
2-
هل الذين شهدوا بهذه الزيادة
أدركوا الناس يسعون فيها ثم اختزلت بعد ذلك.
3-
أو اعتمدوا على أن طرف الجبل مطمور تحت التراب . فمن يثبت أن هذا المطمور من المسعى.
4-
معلوم أن الصفا والمروة مرتفعان يصعد عليهما الناس .
كما صعد عليهما النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن جاء بعدهم
فكيف يلحق طرف الجبل المطمور بهما وهو منخفض ينزل إليه بدل الصعود
إذا هناك فرق واضح بين الصفا والمروة المرتفعين وبين الزيادة المنخفضة المزعومة .
وكانت تحتف بالمسعى بيوت قديمة من جهة الشرق أزيلت بسبب التوسعة في عهد الملك سعود رحمه الله
هل بنيت هذه البيوت في المسعى وسكت المسلمون على ذلك.
5-
ولماذا لم يبرز هؤلاء الشهود عند اللجنة العلمية التي تكونت لتحديد المسعى
برئاسة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله الجميع
ويبدو أن شهادتهم للجنة
لبيان الحق وعدم الكتمان.
6-
ذكر العلماء أن الصفا طرف جبل أبي قبيس، وأن المروة طرف جبل قعيقعان
إذا فهما غير الجبلين الممتدين ،

بل هما طرفان يصعد عليهما هما المعهودان البارزان للناس
فلماذا نتكلف للبحث عن شيء منهما تحت الأرض وهو لا يوجد .
وإذا كان الدافع لذلك شدة الزحام في المسعى الحالي
فإن هذا الزحام يتلافى بإقامة أدوار فوقه
كما أفتى بذلك العلماء في عهد الشيخ محمد بن إبراهيم ومن بعده
لأن الدور الثاني قد أقيم في عهد الشيخ محمد فيقام أدوار فوقه بقدر الحاجة.
لأن الهواء يحكي القرار كما هو معلوم ولا نزيد في مساحة المسعى ما ليس منها.

كتبـه
صالِح بن فَوزان الفَوزان
عضو هيئة كبـار العلماء
2/ 4 /1429 هـ
المصدر : الموقع الرّسمـي للعلاَّمة صالح الفَوزان . ###[][][][]###

من درس يوم 19_2_1429 هـ فتوى لمن لم يسع بين الصفا والمروة وإنما سعى في التوسعة

من فتاوى معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله من درس يوم 19_2_1429 هـ
:
قال السائل
يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله


هل السعي يعد ركنا من أركان العمرة


فأنا قد اعتمرت قبل شهر وسعيت في المكان الجديد


ثم علمت بالأمس أنكم لا ترون صحة السعي هناك


وتنصحون بتأجيل أداء العمرة ،


هل أنا الآن أعتبر متحللا أم أمتنع عن زوجتي و عن الطيب أرجوا تكرمكم بالإجابة؟

فأجاب الشيخ صالح الفوزان حفظه لله
"
السعي ركن من أركان الحج و ركن من أركان العمرة
و لكن بصفة المسعى الآن يشتغلون فيه و لا يمكن السعي فيه
و أنت سعيت في غيره
يكون عليك فدية لأن هذا في حكم الإحصار ، في حكم المُحْصَر،

فتذبح فدية في مكة و تتحل من حرامك و الحمد لله ،
ما يسع الناس إلا هذا، نعم،
و في المستقبل لا تعتمر حتى ينتهي المسعى و يُتاح الفرصة للناس في السعي ،
نعم
انتهى
###[][][][]###